لا أحد يشك في أهمية الأندية التربوية وغيرها مما يندرج فيما كان يعرف بالأنشطة الموازية، في تنشيط الحياة المدرسية و تفعيل أدوارها لتتمكن من تجاوز وظيفتها التقليدية، و تتمكن كذلك من اختراق الممارسات العتيقة و البيروقراطية للأطر التربوية و الإدارية العاملة في المؤسسات التعليمية، والتي تصرف كل جهودها وتستنفذ جل طاقاتها في التدبير اليومي لمشكلات اكتظاظ المدرسة وبعدها وانعزالها وسوء أحوالها المادية والمعنوية ...
إن مدرسة الحياة التي ينبغي أن تسود في الحياة المدرسية، هي أساسا مدرسة القيم والفكر المبدع، مدرسة المشاركة والتنشيط والتفاعل البناء بين كل الفاعلين والمستفيدين و بينهم وبين مجتمعاتهم.
![]() |
الأندية التربوية: مفهومها وأنواعها |
وإذا كان التنشيط بشكل عام و في إطار الأندية التربوية على وجه الخصوص، والذي يشمل الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية وغيرها، يستهدف المساهمة في ترسيخ مدرسة الحياة ، فإنه يغطي بالضرورة، الجوانب النفسية و التربوية والاجتماعية، من حيث مساهمته في تنمية الكفايات العقلية و المهارية وغرس القيم والاتجاهات الحميدة لدى المتعلم، مما يجعل منه مواطنا ملتزما يساهم بإيجابية ومسؤولية في تغيير واقعه وتطوير مجتمعه نحو الأفضل.
تعريف الأندية التربوية
النادي التربوي آلية لتفعيل أنشطة الحياة المدرسية، وهو إطار تنظيمي وآلية منهجية
وعملية لمزاولة نوع من هذه الأنشطة التي تنظمها المؤسسة بإسهام فاعل من
المتعلمين. حيث يتكون النادي من تشكيلة متنوعة ومتجانسة من متعلمين ومتعلمات من
مختلف المستويات الدراسية لكن توحدهم صفة الميل وحب الأنشطة التي يشتغل عليها
النادي، بحيث يقبلون على الانخراط التلقائي والفعلي في إنجازها، تحت إشراف
تربوي، بما يتيح لهم تكوين مجموعة من الخبرات والكفايات التربوية، في جو يسوده
الشعور بالانتماء، وقبول الاختلاف، والتطوع، والـمبادرة، والعمل الجماعي،
والتعاون، والتضامن...
والنادي التربوي فضاء لتبادل وتعميق الخبرات
والتعلمات، وربطها بالواقع الـمحلي والآني، يساهم في الرفع من حس المشاركة
والمبادرة لدى المتعلمين لا سيما المنتمين إليه
أهداف النادي التربوي
- تقوية الشعور بالانتماء الجماعي
- دعم المبادرة الفردية، والتربية على العمل الجماعي
- إذكاء روح التعلم التعاوني، ودعم التثقيف بالنظير؛ والتعلم الجماعي المتبادل
- التربية على إبداء الرأي، واحترام الرأي الآخر، وقبول الاختلاف
- تنمية الشخصية والمهارات والقيم والكفايات
- استثمار التعلمات في الحياة العملية، وتوظيفها في وضعيات اندماجية
- التمرن على الممارسة الديمقراطية وعلى تحمل المسؤولية
- إغناء مهارات التواصل والاستماع والأخذ والعطاء
مجالات أنشطة الأندية التربوية
مجال التفتح العلـمي والتكنولوجي والـمهني: التفتح العلـمي في الصحة، والبيئة، والتنمية الـمستدامة، والعلوم الفيزيائية، والكيمياء، وعلوم الحياة والأرض، التفتح التكنولوجي في تطبيقات العلوم، والتكنولوجيا، والإعلاميات، التفتح الـمهني في الانفتاح على الـمهن والقطاعات الاقتصادية والـمشاريع الشخصية للـمتعلـمين.
مجال التفتح الثقافي والاجتماعي والرياضي: التفتح الثقافي والإعلامي والتفتح
الاجتماعي في جمال الـمواطنة، والسلوك الـمدني، والشأن الـمحلي، والأعمال
الاجتماعية، والتفتح الرياضي في الألعاب الرياضية الـمتنوعة...
مبادئ الأندية التربوية
للمتعلمين الدور المركزي في إحداث النادي وهيكلته وتدبير أنشطته وتقويم أعماله، حرية اختيار الأنشطة التي تستجيب لتنوع الحاجات الميول، حرية الانخراط في النادي بغض النظر عن الانتماء لقسم أو مستوى معين ووجوب الانضباط لنظامه وميثاقه، لنادي فضاء مشترك بين المعنيين به والمنخرطين فيه، يتم تدبيره وتنشيطه وفق مقاربة تشاركية لتوزيع الادوار، تنوع أنشطة النادي بكيفية تستجيب لتنوع الحاجات والميول والمواهب والتطلعات.
أنواع الأندية التربوية
الأندية الموضوعاتية: هي الأندية التي يغلب عليها الاشتغال على مجال معين، مثل
الصحة أو البيئة أو العلوم أو الأدب أو الرياضة... وقد تشتغل على موضوع محدد ضمن
المجال العام، مثل الوقاية من الأمراض أو البستنة أو القصة
أندية الأليات: هي الأندية التي تركز على وسائط الاشتغال وتقنياته، ولا تتخصص في مجال أو موضوع معين، لكنها تعالج مجالات وموضوعات مستعرضة، مثل الإذاعة المدرسية، الصحافة.
صيغ إحداث الأندية
الصيغة الأولى: صيغة النادي الوحيد: يتم إحداث نادي وحيد بالمؤسسة تحت الإشراف
التربوي المباشر للمجلس التربوي، وينضوي تحته مجموع الأندية الفرعية على شكل لجان
وظيفية.
الصيغة الثانية: صيغة الناديين: يتم إحداث ناديين جامعيين اثنين بالمؤسسة: نادي التفتح العلمي والتكنولوجي والمهني، ونادي التفتح الثقافي والاجتماعي والرياضي، وينضوي تحت كل نادي مجموع الأندية الفرعية حسب أنشطتها الموضوعاتية، وفي هذه الحالة، تشكل لجنة خاصة تحت الإشراف المباشر للمجلس التربوي تتولى التنسيق بين هذين الناديين.
الصيغة الثالثة: صيغة تعدد الأندية: ترك الحرية للمؤسسات في إحداث الأندية
التربوية بالعدد الذي تراه مناسبا دون شرط مسبق.
بنية النادي التربوي:
- الاشراف: المجلس التربوي/ لجنة التنسيق تحت إشراف المجلس التربوي
- المكتب المسير: رئيس المكتب/ مساعد الرئيس/ منسقو اللجان الوظيفية
- اللجان الوظيفية: منسق اللجنة/ مساعد المنسق/ منسقو فرق العمل
- فرق العمل: منسق الفريق/ مساعد المنسق/ باقي الأعضاء المنخرطين
إرسال تعليق